العروس تزف إلى عريسها القاتل المحكوم بالإعدام في زنزانته

العروس تزف إلى عريسها القاتل المحكوم بالإعدام في زنزانته
22/05/2007 الدار البيضاء ـ محمود أحياتي:
لا يختلف اثنان على أن الظروف، وخاصة النفسية، التي يعيشها السجين في زنزانته أقل ما يمكن أن توصف به أنها قاسية، وتختلف باختلاف المدد التي يقضيها كل سجين، فالمحكوم بشهر أو شهرين ليس كالمحكوم بالمؤبد أو الذي ينتظر تنفيذ حكم الاعدام عليه. لكن قد يلجأ السجين الى ابتكار 'وسائل' معينة للتخفيف من وطأة السجن على نفسه، وفي المغرب حصلت حالات حاول سجناء من خلالها الخروج عن 'المألوف' في ظروفهم ليبحثوا عن 'تغيير' يعطي ل'حياتهم' نفسا جديدا عوض الاستسلام لجو الكآبة والحزن.
حب من وراء القضبان
وقد شهد سجن مدينة القنيطرة مؤخرا طقوس عرس زفت فيه عروس شابة تنحدر من مدينة مكناس وتنتمي لعائلة ميسورة وتصنف ضمن العائلات الراقية في المدينة الى عريس محكوم عليه بالاعدام.
وكانت مراسيم الزفاف وفق الطقوس المغربية، حيث انطلق موكب العروس من أحد المنازل في مدينة الدار البيضاء نحو سجن عكاشة في المدينة وهناك كانت العروس مع موعد لتزيين يديها ورجليها بالحناء وما واكب ذلك من طقوس الاحتفال على الطريقة المغربية، قبل أن يتم نقلها في موكب احتفالي أيضا الى سجن مدينة القنيطرة، حيث زفت الى زوجها السجين. وتبلغ العروس من العمر 24 عاما فيما يبلغ العريس 31 عاما.
المصادفة جمعتهما
أما عن ظروف الالتقاء بين العروسين فقد كانت بمحض المصادفة. وتحكي العروس أنها تلقت ذات يوم مكالمة هاتفية على هاتفها المحمول لم تعرف مصدرها فلم تجب، ثم جاء الاتصال مرة ثانية من نفس المصدر فدفعها فضولها الى الرد لمعرفة من يكون المتصل، فكان أن سمعت صوتا قالت انها ارتاحت اليه كثيرا لتتبادل مع الشخص المتصل حديثا قادهما الى التعارف بعضهما على بعض.
ولأن الشخص المتصل، كما تحكي العروس، كان نزيها معها وصريحا فقد أخبرها بقصته منذ الاتصال الأول، وبذلك علمت أنه كان محكوما عليه بالاعدام في جريمة قتل ثم خفضت العقوبة الى السجن المؤبد. وتضيف العروس أن صراحة المتصل جعلها تتعاطف معه دون أن تدري أن قصة التعاطف هذه ستنقلب فيما بعد الى قصة حب.
زيارة الحبيب في السجن
ثم تكررت المكالمات بين الحبيبين الى أن اقتنعت الحبيبة بأن تزور حبيبها في السجن. وقد ساعدها السجين في ذلك بأن بعث لها مبلغا من المال يساعدها في السفر اليه، لأنها لم تكن لتقو على مفاتحة أهلها في الموضوع وتطلب منهم مصاريف السفر.
وفعلا سافرت الحبيبة لتلتقي حبيبها خلسة، لكنها حين وصلت الى السجن ودخلت القاعة المخصصة للزيارات العائلية اتصل بها السجين ليطلب منها أن تصف له الثياب التي ترتديها حتى يتعرف عليها من بين الجموع الكبيرة التي تنتظر في القاعة، غير أن الحبيبة رفضت ذلك بشدة وطلبت منه أن يبذل مجهودا بقلبه للتعرف عليها، فان نجح فهو فأل حسن ودليل على أن الأقدار تريد أن تجمع بينهما.
وفعلا استطاع السجين التعرف على حبيبته بسرعة وتبادلا الابتسامة ثم أطراف الحديث، وأكدت الحبيبة أن اللقاء كان مشحونا بالعواطف وما أن فارقته حتى شعرت أنه الرجل الذي تريد.
إبلاغ العائلة بالقصة
وعند عودتها الى البيت استجمعت قوتها وأخبرت عائلتها بالقصة كاملة وكانت الصدمة، فالعائلة لم تستسغ أولا أن يرتبط مصير ابنتها بسجين محكوم بالمؤبد، ثم ثانيا لأنها ابنتهم الوحيدة وقد كانت دائما مدللة واعتبرت العائلة أن هذا الوضع لا يليق بابنتهم، ناهيك عن أنه يمس سمعة وشرف العائلة. لكن ولأن للحب سلطان أكبر وأقوى من هذه الاعتبارات، فقد أصرت البنت المدللة على الزواج من حبيبها السجين. أما فيما يخص مسألة ربط مصيرها بمصير محكوم بالمؤبد في عملية قتل، فقد قالت الفتاة انها لا تشعر بأنه مجرم وأنها مقتنعة بأن العمل الطائش الذي ارتكبه في سن المراهقة سببه الاندفاع وصغر السن، أما الآن فهي تشعر حينما تجلس اليه أنه رجل ناضج صاحب حس مرهف ومشاعر دافئة ولا علاقة له بعالم الاجرام اطلاقا، اضافة الى أن السنوات التي قضاها في السجن غيرت شخصيته وكونت منه رجلا صالحا لانشاء أسرة ورعايتها..ولو من داخل السجن.
قاتل صهره
ويذكر ان السجين حكم عليه بالاعدام في جريمة قتل زوج أخته. وتشير المحاضر الى أن زوج الأخت كان سكيرا عربيدا، وكان دائم الاعتداء على زوجته وفي خصومة دائمة مع أصهاره. وفي أحد الأيام عاد الشقيق الى البيت وكان وقتها صغير السن فوجد أثر عراك، فلما استفسر من أمه أخبرته أن صهره الذي جاء كعادته وضرب اخته، لكنه لم يكتف هذه المرة عند هذا الحد بل تعدى عليها هي الأخرى (الام) وعلى الأب، فاستشاط الابن غضبا وحمل سكينا وخرج للبحث عن زوج أخته، فلما عثر عليه نشب بينهما عراك انتهى بمقتل زوج الأخت. وحكم على الابن بالاعدام ثم خفف الحكم الى المؤبد.
العمل بورشة نجارة
وأثناء قضائه عقوبته توفي والده ووقعت الأسرة في الفقر والعوز فقرر عمل شيء من أجلها فاهتدى الى الاشتغال بورشة نجارة تابعة للسجن الذي كان يقضي فيه عقوبته، وكان من يعول أسرته ومنه أيضا أرسل الى حبيبته المبلغ الذي استعانت به للسفر اليه، ومنه أيضا ينوي اعالة أسرته الصغيرة التي كونها مع حبيبته. أما الحبيبة وبعد أن نجحت في اقناع أهلها بالسماح لها بالزواج من الرجل الذي اختاره قلبها وقد زفت الى حبيبها في سجنه بمدينة القنيطرة. وهي تدعو، وقد غمرت الدموع عينيها، أن يمن الله على حبيبها باطلاق سراحه ومنحه العفو في احدى المناسبات الدينية أو الوطنية.
مسلسل هزلي
ورغم الظروف النفسية القاسية التي يعيشها وجو الكآبة الذي فرض عليه داخل زنزانته، وجد سجين آخر محكوم بالاعدام لدى نفسه القدرة على كتابة سيناريو مسلسل هزلي. وقدم السجين ويدعى رابح الجعواني مشروعا لمسلسل فكاهي لدى ادارة السجن بهدف بعثه الى القناة التلفزيونية الثانية. ويحمل المشروع عنوان 'فقط للضحك' وتستغرق كل حلقة 15 دقيقة، وعنون احدى حلقاته ب'اللي دار شي حاجة بينو وبين الله' (والمقصود: من فعل شيئا فذلك بينه وبين الله). وتتحدث هذه الحلقة عن سجين اتصل بزوجته ولم يجدها في البيت، فأخذ يبحث عنها بواسطة الهاتف، فاتصل بالبقال والجزار وبائع الخضر والعائلة والجيران، ليفقد أعصابه ويأخذ في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه في قالب هزلي. وتتحدث باقي الحلقات عن معاناة السجناء لكنها تحرص أن يتم ذلك في قالب هزلي.
وينكب السجين المحكوم بالاعدام على مشروع آخر هو عبارة عن برنامج فكاهي أيضا لكنه أقرب الى تقنية 'الكاميرا الخفية'، وأعطى للمشروع الثاني عنوان 'أسرار من وراء الأسوار'، ويصور مشاهد مضحكة قال انها تجري في السجن ولها من الغرابة ما يجعلها تثير الضحك.
قناة التواصل
وفي أحد السجون بمدينة (قلعة السراغنة) التي تقع وسط المغرب قرب مراكش، تفتقت موهبة نزلاء هذه الاصلاحية لمواجهة ظروف السجن القاسية عن انشاء قناة تلفزيونية داخلية أطلقوا عليها اسم 'قناة التواصل'. ولقيت الفكرة كل الترحاب من ادارة السجن التي ساعدت على انجاح الفكرة والتي قال عنها مدير الاصلاحية انها جاءت لتساعد على توفير الوسائل الممكنة التي ستساعد على تربية وتوجيه النزلاء وصقل مواهبهم التي قد تظهر داخل السجن من دون أن تجد من يعتني بها، اضافة الى أنها وسيلة فعالة ستسهل اندماجهم في المجتمع بعد قضاء عقوبتهم السجنية. وتنطلق 'قناة التواصل' من الساعة 9 صباحا الى 6 مساء، وتتوافر على برنامج قار(صوت وصورة) في الفترة الصباحية (من 9 الى 11 صباحا). وتتضمن حكمة اليوم، وقصة من قصص النزلاء يرويها أحدهم مباشرة، وعرض شريط هادف، وبعدها تبث أغاني وأفلاما وبرامج متنوعة.
وأبدى أحد النزلاء رغبته في المساهمة في انجاح هذه التجربة حتى تساهم في اصلاح النزلاء الشباب على الخصوص وتعليمهم دروس الحياة حتى يستأنفوا حياتهم في المجتمع بعد مغادرتهم السجن بنظرة أخرى أكثر ايجابية. وكان هذا النزيل يتحدث وعلامات التأثر بادية على وجهه، وحين سؤاله عن سبب دخوله الى السجن كشف أنه حامل لكتاب الله، وأنه دخل السجن نتيجة صراع اندلع عقب مباراة في كرة القدم، انتهى بالتراشق بالحجارة ما أدى الى وفاة أحد الشباب، وتم الحكم عليه وأحد أفراد عائلته ب 10 سنوات سجنا في بادئ الأمر ثم تحولت الى 5 سنوات، قضى منها سنة في مراكش حيث كان يعمل على تحفيظ الصغار والكبار القرآن الكريم.
تحفيظ القرآن
ويقول إن أفضل الأوقات التي يقضيها الآن في السجن هي تلك التي يعمل فيها على تحفيظ الصغار كتاب الله، اضافة الى الساعات التي يسمح له فيها بقضاء بعض الأوقات داخل الخزانة أو حينما يكون منهمكا على قراءة كتاب استعاره من ادارتها.
وبالقرب من هذا النزيل، طلع شاب آخر هو خريج المعهد العالي للمسرح بالرباط يحكي أنه دخل السجن بسبب توقيعه على وثائق ادارية خارج أوقات العمل، وقد حوكم ب3 سنوات قضى منها 17 شهرا.
ويقول إن دخوله الى السجن ربما كان في صالحه، فقد تفتقت موهبته الشعرية ونظم ديوانا أسماه 'لست أنا الذي في النعش' وآخر 'خطاب السجن بالمغرب'، اضافة الى أربع مسرحيات أخرى. وعلق أحد الموظفين على هذا الكلام بالمثل القائل 'رب ضارة نافعة'.

بيكفي الصورة هاي احلى رد

يسلمو يا ابو صخر قصة كتير حلوة ممتعة
تحياتى الك (مجد)

شكرا يا مدير تسلم
أبو صخر

تسلم يا مجد أنت أحلى
أبو صخر